النساء من الحمل ، ولقد أتيت فقيل لي : إنك ستلدين غلاماً فسميه أحمد وهو سيد العالمين ، ولوقع معتمداً على يديه رافعاً رأسه الى السماء ، قال : فخرجت حليمة الى زوجها فاخبرته ، فسر بذلك ، وخرجوا على اتانهم منطلقة وعلى شارفهم قد درت باللبن ، فكانوا يحلبون منها غبوقاً وصبوحاً ، فطلعت على صواحبها ، فلما رأينها قلن : من أخذت ؟ فاخبرتهن ، فقلن : والله انا لنرجو ان يكون مباركاً ، قالت حليمة : قد رأينا بركته ، كنت لا أروي ابني عبد الله ولا يدعنا ننام من الغرث ، فهو واخوه يرويان ما أحبا وينامان ولو كان معهما ثالث لروي ، ولقد أمرتني أمه أن أسأل عنه ، فرجعت به الى بلادها ، فاقامت به حتى قامت سوق عكاظ ، فانطلقت برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى تأتي به الى عراف من هذيل يريه الناس صبيانهم فلما نظر اليه صاح : يا معشر هذيل ، يا معشر العرب ، فاجتمع اليه الناس من أهل الموسم ، فقال : اقتلوا هذا الصبي ، وانسلت به حليمة ، فجعل الناس يقولون : أي صبي ؟ فيقول هذا الصبي ، ولا يرون شيئاً قد انطلقت به امه فيقال : ما هو ؟ قال : رأيت غلاماً وآلهته ليقتلن أهل دينكم ، وليكسرن آلهتكم ، وليظهرن امره عليكم ، فطلب بعكاظ فلم يوجد ، ورجعت به حليمة الى منزلها فكانت بعد لا تعرضه لعراف ولا لاحد من الناس .
[ طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ١٥٣ ]
روى بسنده عن ابراهيم بن محمد بن طلحة ، قال قال طلحة بن عبيد الله حضرت سوق بصرى فاذا راهب في صومعته يقول : سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم ، قال طلحة : فقلت نعم انا ، فقال : هل ظهر أحمد بعد ؟ قال قلت ومن أحمد ؟ قال ابن عبد الله بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الانبياء مخرجه من