الحرم ، ومهاجره الى نخل وحرة وسباخ ، فاياك ان تسبق اليه قال طلحة فوقع في قلبي ما قال ، فخرجت سريعاً حتى قدمت مكة ، فقلت هل كان من حدث ؟ قالوا : نعم محمد بن عبد الله الامين تنبأ ( الحديث ) .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٩ ]
روى بسنده عن داود ابن الحصين قال : لما خرج ابو طالب الى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في المرة الأولى وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، فلما نزل الركب بصرى من الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له ، وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه ، فلما نزلوا بحيرا وكانوا كثيراً ما يمرون به لا يكلمهم حتى اذا كان ذلك العام ونزلوا منزلاً قريباً من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا ، فصنع لهم طعاماً ثم دعاهم ، وانما حمله على دعائهم أنه رآهم حين طلعوا وغمامة تظل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من بين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة ثم نظر الى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة ، وأخضلت أغصان الشجرة على النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حين استظل تحتها ، فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وامر بذلك الطعام فاتى به وارسل اليهم ، فقال : اني قد صنعت لكم طعاماً يا معشر قريش وانا أحب أن يحضروه كلكم ولا تخلفوا منكم صغيراً ولا كبيراً ، حراً ولا عبداً ، فان هذا شيء تكرموني به ، فقال رجل : ان لك لشأناً يا بحيرا ، ما كنت تصنع بنا هذا ، فما شأنك اليوم ؟ قال فاني أحببت أن أكرمكم ولكم حق ، فاجتمعوا اليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من بين القوم لحداثة سنه ، ليس في القوم أصغر منه في رحالهم تحت الشجرة ، فلما نظر بحيرا الى القوم فلم ير الصفة التي يعرف ويجدها عنده ، وجعل ينظر ولا يرى الغمامة على أحد من القوم