قالوا : هو ذا وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا اليهم بصراً ولم يقم اليه منهم رجل ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه ( وآله وسلم ) حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من التراب فقال : شاهت الوجوه ، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافراً .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٥٨ ] روى بسنده عن انس ابن مالك ، قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وان الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره وان الأنصار جاؤوا الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقالوا : إنه كان لنا جمل نسني عليه وانه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لأصحابه : قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحية فمشى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم نحوه ، فقالت الأنصار : يا نبي الله إنه صار مثل الكلب وإنا نخاف عليك صولته ، فقال : ليس منه بأس ، فلما نظر الجمل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه فأخذ رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بناصيته أذل ما كانت قط أدخله في العمل ، فقال له أصحابه : يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل ، فنحن أحق ان نسجد لك ، فقال لا يصلح لبشر ان يسجد لبشر ولو صلح لبشر ان يسجد لبشر لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ( الحديث ) .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص
١٣٨ ] روى بسنده عن عثمان ابن حنيف ان رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال يا نبي الله ادع الله لي ان يعافيني ، فقال : إن شئت اخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك ، قال : لا بل ادع الله لي ،