من الواضح أنّ هذا الكتاب القيم ، الموضوع سنة٣١٦ هـ ، لا يتطرّق مؤلّفه النعمان إلى العقائد الدينية ، أو للفلسفة أو للأحكام الشرعية والفقهية مما لا يمكن تقديمه ، أو التعريف عنه ، أو اعتباره ، إلاّ كقصّة تاريخية طريفة تروي وقائع مهمّة ، وأحداث رهيبة جسيمة ، وقعت على ساحتي اليمن والمغرب ، فكان بطل الأولى الداعي الكبير « ابن حوشب منصور » ، وكان الثاني أبو عبد الله الشيعي.
أمّا المحور الذي قامت عليه الوقائع والأحداث فكان « الإمام محمّد المهدي » مؤسس الدولة الفاطمية في تونس ، وأوّل خليفة لعامّة المسلمين (١).
قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب افتتاح الدعوة وابتداء الدولة ، من تأليفاته في ذكر أمر الدعوة بأرض المغرب إلى المهدي ، بدأ فيه بذكر ابتداء الدعوة باليمن ، والقائم بها ، وهو أبو القاسم الحسن بن فرح بن حوشب الكوفي من أولاد مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكيف كان ظهوره فيها ، حتّى نفذ إليه الداعي بالمغرب ، وهو أبو عبد الله ، وخرج منه إلى أرض المغرب بعدما أخذ عنه ، وتأدّب في كُلّ الأمور بآدابه ، وما الذي كان من أمره بعد وصوله إليها ، وقبل وصوله ، من الأسباب التي هيّأها الله تعالى له في طريقه ... ، إلى أنْ ظهر فيها أمره ، وهاجر إليها الإمام المهدي بالله ، وولده القائم بأمر الله ، واستقرّ قرارهما بها ، وفيه ذكر شيء من سيرة أبي عبد الله ، وأخلاقة ، وآدابه التي كان بها ما كان من استقامة أمره ، وظهور دعوته ، واشتهار فضله ، وذكر مما يجب على كُلّ وال ولي من عمل الدعوة شيئاً أنْ يأخذ بحظّه منها ، ويلتزم بسببها ، ويتعلّق
____________
١ ـ افتتاح الدعوة : ٥ ، مقدّمة المحقّق.