(١١) الرياض في الحكم بين الصادين
الحديث :
قال : إنّ الموجود عند العقل الأوّل الذي هو في عالمه كالناطق في عالم الجسم ، إنّما هو التالي الذي هو النفس والهيولا معاً كالكتاب والأساس الموجودين من جهة الناطق ، يشهد بذلك ما فعله النبي من الجمع بين الكتاب والعترة الذين وجودهما منه حين قال : « ألا إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه بيد الله ، وطرف منه بأيديكم ، فتمسّكوا بهما ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما ، وقد سألت ربّي أن يردا عليّ الحوض كهاتين » وجمع بين المسبحتين من يديه جميعاً ، وقال : « ولا أقول كهاتين » وأشار بإصبعيه المسبحة والوسطى من يده الواحدة « إحداهما تسبق الأخرى ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل » (١).
____________
١ ـ الرياض : ٧٠ ، الفصل السادس عشر من الباب الأوّل.