الخاتمة
اتّضح من خلال ما تقدّم من عرض كلمات الإسماعيليّة في حديث الثقلين ، ونقولاتهم له ، اعتمادهم على هذا الحديث في إثبات بعض عقائدهم الأساسية ، وهو ما يرتبط بمبحث الإمام والوصي بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقد اتّفقت كلمتهم على قبول هذا الحديث ، والاستناد إليه في مقام الاستدلال ، وذلك لاعتقادهم بصدوره عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
لابدّ من الإشارة إلى قضيّة مهمّة في المذهب الإسماعيلي ، وهي : عدم اهتمامهم بالأحاديث والروايات بالشكل المناسب ; لاعتمادهم بشكل أساسي على الأدلّة العقلية ، والتأويلات الغيبية في إثبات أكثر معتقداتهم ، لذلك لا تجد عندهم كتب حديث كثيرة أو متنوّعة ، أو رواة أحاديث ، وتسلسل الأسانيد ، فلذلك كان من الصعب ، أو من غير الممكن إثبات تواتر حديث ـ أيّ حديث ـ على وفق مبانيهم الرجالية ، أو رواتهم ، بل هو كما يعبّر عنه بالسالبة بانتفاء الموضوع.
لذلك ننبّه على قضيّة ، وهي : أنّه لم نذكر في هذا القسم من الموسوعة ـ وهو قسم حديث الثقلين عند الإسماعيليّة ـ مبحث تواتر الحديث المحصّل ، أو مبحث نقل أقوال علماء الإسماعيليّة بتواتر الحديث