الرد على جوابه عن الإشكال الثاني بأمرين
الأمر الأوّل :
أنّ صاحب الوسائل عندما ذكر الكتب التي لم ينقل عنها ; لعدم اعتماده عليها لم يذكرها كلّها ، بل ذكر البعض بقرينة قوله « منها » الدال على التبعيض ، أو لا أقلّ أنّه لا توجد قرينة على أنّه ذكرها كلها ، فلعلّ هذا كان عنده ، ولم يذكره مع البعض الذي لم يذكره.
الأمر الثاني :
أنّ المدح للقاضي النعمان في كتاب الأمل ليس للحر العاملي ، بل هو نقل عبارة ابن خلّكان لا غير ، وقد أشار إلى هذا في نهاية الترجمة ، كما تقدّم بيان هذا.
ثمّ ذكر النوري بعض العلماء الذين استظهر من كلماتهم اعتقادهم بإماميّة القاضي النعمان ، ولكن كيف كان فإنّ مجرّد الدعوى لا تنفي ولا تثبت شيئاً ، ومن أراد أن يثبت فعليه إقامة الدليل ، وقد جهد النوري نفسه لإثبات هذا الأمر ، ولكن قد تقدّم ضعف الوجوه التي ذكرها جدّاً.
ثمّ ذكر النوري كلام صاحب الروضات المتقدّم ونفيه لإماميّة القاضي النعمان ، وناقشه بوجوه لا يخفى على المطّلع ضعفها ، والتكلّف الواضح فيها ، لذلك لم نذكرها ، ولم نطل الكلام عنها.