مؤلّفات حميد الدين
أحمد بن عبد الله الكرماني ( ت ٤١١ هـ )
(٨) المصابيح في إثبات الإمامة
الحديث :
الأوّل : قال : وكان ما جاء به سيّد الأنبياء وخاتمهم محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الله تعالى من الشريعة عالَماً برأسه ، وكان هذا العالَم عالَم الوضع بما يجمعه من الصلاة والزكاة والحج وغيرها ، صورة أعمال ، والأعمال أفعال ، والأفعال غير عالمة بذاته ، وجب في الحكمة من حيث وجب حفظها ولا تعطّلت (١) أن يجعل أمرها إلى من يحفظها ويرعاها كغيرها من العوالم ، ولذلك كانت ولاية الإمام آخر الفرائض ، فتمّ عالَم الشرع به ، وأخبر الله تعالى حين فرضها فقال : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (٢) ، وقرن النبي الصامت بالناطق فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » ، وأجرى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) العترة من الكتاب والشريعة مجرى النفس من عالم الشخص ، والملائكة من عالم الدنيا ، إذاً الإمامة واجبة (٣).
____________
١ ـ كذا في المصدر.
٢ ـ المائدة : ٣.
٣ ـ المصابيح في إثبات الإمامة : ٧٣ ، المصباح الأوّل في إثبات الإمامة ووجوبها.