كتاب : المجالس والمسايرات
قال القاضي النعمان في مقدّمة كتابه هذا : ولقد كنت جمعت عن المهدي بالله ، والقائم بأمر الله ، والمنصور بالله صلوات الله عليهم ورحمته وبركاته ، وفيهم وفي فضائلهم ، من الكتب ما يطول ذكرها ، وألّفت سيرة المعز لدين الله صلوات الله عليه ، من الوقت الذي أفضى الله عزّ وجلّ بأمر الإمامة إليه إلى اليوم ، وأنا ذائب في ذلك إلى أن ينقضي عمري إن شاء الله تعالى ، ويصلها من بعدي من عقبي وأعقابهم بتوفيق الله إيّاهم بطول بقاء وليّه ، ودوام عزّه وسلطانه ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
ثمّ رأيت وجوهاً من الحكم والعلم والآداب والمعرفة تنفجر عن منطقه ، وتندفع من ألفاظه ، وتشير عن رمزه وإشارته ، ولا تجري مجرى السير التي صنّفتها ، ولا تدخل في أبوابها التي ألّفتها على ما في تلك السير من الحكمة والعلم والمعجزات والبراهين والدلائل والآيات.
فرأيت إفراد هذه في كتب تشبهها وتليق بها ، وأن أفرد السير في كتابها مع ما شاكلها وكان من معناها ، وأن أذكر في هذا الكتاب ما سمعته من المعز صلوات الله عليه من حكمة وفائدة وعلم ومعرفة ، عن مذاكرة في مجلس أو مقام أو مسايرة ، وما تأدّى إليّ من ذلك عن بلاغ أو توقيع أو مكاتبة على تأدية المعنى دون اللفظ ، حقيقة بلا زيادة ولا نقص ، بعد بسط