المورد الثاني الذي ذكره النوري هو رواية القاضي النعمان عن أبي جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، واستظهر أنّ أبا جعفر هو الإمام الجواد ( عليه السلام ) ; وذلك لأنّه قد رويت هذه الرواية في الكافي والتهذيب والفقيه عن علي بن مهزيار ، عن أبي جعفر ، وعلي بن مهزيار من أصحاب الرضا والجواد ( عليهما السلام ).
إذن قد ثبتت رواية القاضي النعمان عن الأئمّة ( عليهم السلام ) بعد الإمام الصادق ( عليه السلام ).
وقد ناقش السيّد الخوئي في هذا الاستدلال ، قال : أقول : إنّ ما رواه المشايخ الثلاثة لا شكّ في أنّ المراد بأبي جعفر ( عليه السلام ) فيه هو الجواد ، إلاّ أنّه لا يكون دالاًّ على إرادة أبي جعفر ( عليه السلام ) من رواية دعائم الإسلام ; إذ من الممكن أن تكون القصّة متكرّرة ، فكما كتب علي بن مهزيار إلى الجواد ( عليه السلام ) كتب شخص آخر إلى الباقر ( عليه السلام ) ، ويمكن أن تكون القصّة واحدة نسبها المشايخ الثلاثة إلى الجواد ( عليه السلام ) ، ونسبه القاضي النعمان إلى الباقر ( عليه السلام ) (١).
قال السيّد محمّد حسين الجلالي ـ مقدِّم كتاب شرح الأخبار للقاضي النعمان ـ : ليس في المطبوع عنوان كتاب الوقف ، وإنّما هو مدرج تحت عنوان كتاب العطايا ، والحديث هو برقم ١٢٩٠ ، ويبتدىء هكذا : « وعنه
____________
١ ـ معجم رجال الحديث ٢٠ : ١٨٥.