(٩) الرسالة الوضيئة أو معالم الدين
الحديث :
الأوّل : قال : وفارق العالم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والشريعة كاملة ، والدين كامل ، قال الله تعالى : ( ... ) وخلّف في الناس الثقلين : كتاب الله وعترته الذين هم الأئمّة ( عليهم السلام ) يقوم خلف مقام سلف إلى أن يتمّ الله تعالى أمره (١).
الثاني : قال : نقول : واعلم أنّ بيننا وبين المعبود الحق ـ تعالى كبرياؤه ـ حدوداً عشرة ، منها خمسة روحانيون في عالم العقل ، مثل : القلم واللوح وجبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وخمسة جسمانيون ، مثل : الناطق والأساس والإمام والحجّة والداعي ، وكل واحد من هذه الحدود مترتب ، وبالبعض بالبعض مرتبط حتّى كأنّه حبل واحد أعلاه القلم ، وآخره الداعي ومستجيبوه ، ولذلك قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « ألا إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه بيد الله تعالى ، وطرف منه بأيديكم ، فتمسّكوا بهما ، فإنّكم لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما ، وقد سألت ربّي أن يردا على الحوض كهاتين » وأشار بالمسبحتين (٢).
____________
١ ـ الرسالة الوضيئة : ٩٧ ، الفصل التاسع في معرفة ما جاءت به الأنبياء.
٢ ـ الرسالة الوضيئة : ١١١ ، الفصل الثاني عشر : في معرفة ما بين المؤمن وبين من يتولاّه من الحدود.