الازلي الذي طالما داعب خيالها من مئات الاجيال وهو هل لهذه الجراحات المقدرة الصحة والشباب فتعالج المخ الذي هرم والجسم الذي وهن؟! وهل يمكن للمرأة العجوز ان تعود إلى نضارتها وإلى انجاب الاولاد من جديد؟
أقول : إذا حصلت للطب هذه المقدرة بحيث يصبح قادراً على ما ذكرناه هنا على غيره لكان كل تلك الاعمال جائزة شرعاً لا مانع منها ، وقد تقدم في مسألة رفع الموت عن الانسان جواب بعض الاسئلة المتعلقة بالمقام أيضاً ، نعم لا بد من التوجه الشديد إلى عدة أُمور :
١ ـ لزوم اعتبار الخبرة الكافية للمتصدي ، فإنّ جهاز المخ معقد فوق ما يتصور ، فلا بد من ادامة التجربة العلمية على مخ الحيوانات أو غيرها حتى حصول اليقين بالنتائج لئلا يضر الانسان بتلف في مخه.
٢ ـ عدم جواز اجهاض الجنين لزراعة خلاياه في مخ المريض ، فان اجهاضه حرام كما مر ، نعم فيما استثنى الاجهاض من الحرمة ، سواء جاز أو وجب لا مانع منها إذا لم تحله الحياة أو زالت حياته ، وذلك مع مراعاة ما يتعلق بالجنين من التجهيز حسب ما فصّل في الفقه.
٣ ـ عدم سلب اختيار الانسان وارادته فانا نعلم بعدم رضي الشارع بذلك ، والحق أنّ تكليف الانسان بالشريعة واستحقاقه الثواب والعقاب كليهما موقوفان على اختيار الاِنسان وارادته.
وقد يتخيل أنّ كل نشاط اختياري يقوم به الانسان هو اثر من آثار الروح بواسطة البدن والبدن جندي مطيع للروح وليس الفكر والشعور والارادة ناشئة عن الدماغ نتيجة تفاعلات كيميائية وفيزيائية كما يتوهمها الماديون ، فيمكن ان يبقى ارادة الانسان وان تصرفوا في مخّه ، ولكنه تخيّل خاطيء ، فان الامر وان كان كذلك إلاّ ان له تاثيراً كبيراً في اعمال الروح