لحماً تجري فيه عروق مشتبكة ، ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الاَرحام ما يشاء الله ، فيقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم ـ وفيها الروح القديمة المنقولة في اصلاب الرجال وأرحام النساء (١) فينفخان فيها روح الحياة والبقاء ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن باذن الله ، ثم يوحي الله إلى الملكين اكتبا عليه قضائي ونافذ أمري ...
وفي صحيح آخر لزرارة ـ بل هو مختصر حديثه الطويل المتقدم ظاهراً ـ : ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقال لهما : اخلقا كما يريد الله ذكراً أو اُنثى ( ج ٦ ص ١٦ الكافي ).
بقى اُمور. مما يتعلق بهذه الاَحاديث المذكورة هنا وفي آخر المسألة المتقدّمة :
( الاَوّل ) : إنّ الاَحاديث لم تذكر لحالة العظام وكسوها لحماً مدّة كما ذكرتها لحالة كون الجنين نطفة وعلقة ومضغة ، بل بعضها أهملهما أساساً ، وهذا عجيب.
__________________
مشتبكة داخلة في زمن كونه مضغة كما تقدم في صحيح محمّد بن مسلم في آخر المسألة السابقة وقد يتوهم ان ظاهر قوله تعالى : ( فخلقنا المضغة عظاماً وكسونا العظام لحماً ) يوافق هذه الصحيحة دون صحيحة محمّد بن مسلم. لكنه ممنوع كما لا يخفى.
(١) ولعله إشارة إلى الحياة الكامنة في الحيوان المنوي والبييضة كما هي غير بعيدة وهذه الجملة خير مسكن للاَطباء الذين يدعون ان حياة الجنين قبل تمام أربعة أشهر لم تكن معلومة في الاَزمنة السابقة. قال بعض الاَطباء : الحقيقة ان الحياة متصلة ليست في الحيوان المنوي والبويضة فقط ، لكن من خلق آدم الى يوم القيامة متصلة باستمرار لم تنقطع أبداً ، خلق النطفة هو اتحاد هاتين ... ص ٢٨٤ الانجاب في ضوء الاسلام.