فهل ترى بين القضيتين تعارضاً مع أنّه يشترط في التناقض وحدة المحمول ، فهل المحمول فيهما واحد؟
وأمّا الأمر التالي وهو أنّهم لا يموتون إلاّ باختيارهم فليس معناه أنّهم لو اختاروا البقاء في الدنيا ، لما ماتوا ، كيف وقد ورد الوحي في بيوتهم : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان) (١) و (كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) (٢) بل معناه انّه سبحانه كتب لهم آجالاً مختلفة فخيّرهم بينها.
أضف إلى ذلك انّ كتاب «الكافي» ، كتاب حديث خاضع للنقاش في السند والدلالة ، وليس عندنا كتاب صحيح غير خاضع للمناقشة إلاّ كتاب الله سبحانه ، حتّى ولو صحّ السند وتمت الدلالة فلا يكون أيضاً دليلاً على العقيدة ، لأنّه لا يحتج بخبر الآحاد على المسائل الاعتقادية التي يكون المطلوب فيها الإذعان ، إذ لا يحصل اليقين بالخبر الواحد. هذا وللبحث صلة لا يسعها المقام.
____________________
١. الرحمن : ٢٦.
٢. آل عمران : ١٨٥.