فانظر هذا المدح والثناء على عثمان من علي رضي الله عنهما وانظر إلى قوله : «وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب ، بأولى بعمل الحق منك» فهذه شهادة على أنّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهم كانا على الحق وعملا به وليسا بأولى من عثمان رضياللهعنه في ذلك ، فهو لعمل الحق أهل. (١)
المناقشة :
إنّ فضيلة الشيخ ذكر كلام الإمام مبتوراً وقد حذف صدره ، كما حذف ذيله ، مع أنّ صدر كلامه وذيله يشهدان بوضوح أنّ الإمام بصدد بذل النصح للخليفة بُغية معالجة المشاكل التي حاقت بالخلافة قبل ان تستفحل الفتنة الّتي أودت بحياته ، وما وصفه بكونه «أقرب إلى رسول الله وشيجة رحم منهما وقد نال من صهره ما لم ينالا» إلاّ لأجل تشجيعه على إخماد نار الفتنة ، وتنشيط عزمه ، على إقامة السنّة وإماتة البدعة الّتي غطت حياة الخلافة في عصره.
____________________
١. تأمّلات في كتاب نهج البلاغة : ٢٠.