وأما الخطبة الثالثة ـ أعني : خطاب الإمام لنجله الحسن عليهالسلام ـ : «فإن أشكل عليك في ذلك فاحمله على جهالتك به ، فإنّك أوّل ما خُلِقْت جاهلاً ثم علمتَ ، وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحيّر فيه رأيك ويضلّ فيه بصُرك ثم تُبصره بعد ذلك» (١).
فقد استدلّ به الشيخ على أن الإمام الحسن عليهالسلام لم يكن مصوناً عن الخطأ ، ولكنّ الاستنتاج بعيد عن الصواب ، ونابع عن عدم الدقة في معرفة هدف الرسالة ، وذلك :
إنّ الرسالة وإن كانت موجّهة إلى الحسن عليهالسلام ، وهو فيها محور توجيهات أمير المؤمنين عليهالسلام ، إلاّ أنّ الغاية القصوى منها ـ كما هو الشأن في رسائل المصلحين ـ هي الإرشاد والنصح لعامّة الآباء والأبناء.
ويؤيّد ذلك أنّ الإمام يخاطبه بقوله : «إنّما قلب
____________________
١. نهج البلاغة : قسم الرسائل : ٣١ ، شرح محمد عبده.