المناقشة :
إنّ الإمام عليهالسلام قد كشف النقاب عن موقفه في التعامل مع الخلفاء كافة في كلامه الآتي ، وذلك لأنّه شهد ـ بعد إقصائه عن الحكم واستتباب الأمر للخليفة الأوّل ـ استفحال المؤامرات الداخلية والخارجية ضد الإسلام وأهله ، فأحسّ انّ وظيفته في هذا الموقف العصيب هي نصرة الإسلام والمسلمين ، والتعاون مع الخلفاء بُغية تحقيق مصالح الإسلام العليا ، والقضاء على المؤامرات الّتي استهدفته ، فهذا هو الحافز الّذي دعا بالإمام إلى التعاون مع الخلفاء.
إنّ المسألة الّتي حازت على اهتمام الإمام علي عليهالسلام في كلامه المتقدّم ، هي مسألة الإسلام الكبرى ، وما دام الخليفة الثاني أو أي شخص آخر يقود هذا الركب فالإمام عليهالسلام يبذل له النصح والمشورة ، وهذه الحقيقة جاءت في كتاب الإمام إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لمّا ولاّه إمارتها ، فقال :