ولا يمكن لتشريع عالميٍّ أن يمنع الحزن والبكاء على فقد الأحبّة ويحرّم البكاء إذا لم يقترن بشيء يُغضبُ الربّ.
ومن حسن الحظ نرى أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان ساروا على وفق الفطرة.
فهذا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يبكي على ولده إبراهيم ، ويقول : «العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولانقول إلاّ ما يُرضي ربنا ، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون» (١).
روى أصحاب السِّيَر والتاريخ ، أنّه لمّا احتضر إبراهيم ابن النبي ، جاء صلىاللهعليهوآلهوسلم فوجده في حجر أُمّه ، فأخذه ووضعهُ في حجره ، وقال : «يا إبراهيم إنّا لن نغني عنك من الله شيئاً ـ ثمّ ذَرفتْ عيناه وقال : ـ إنّا بك يا إبراهيم لمحزونون ، تَبكي العينُ ويحزن القلبُ ولا نقول ما يسخط الربّ ، ولولا أنّه أمرٌ حقٌّ ووعدٌ صدقٌ وأنّها سبيل
____________________
١. سنن أبي داود : ١ / ٥٨ ؛ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٨٢.