بالله عليك يا صاحب الفضيلة ، هل يصحّ الاستدلال بكلام لم يُعرف قائله ، وهل هو من نسج المغيرة أو من نسج غيره؟! وقد أُلقي إلى النادبة توخيّاً لمصالح معينة ، وخلافاً لنهي عمر عن ندب الموتى.
ومن المحتمل جداً أن يكون تكرار الإمام لكلام النادبة من باب إظهار التعجب منه ، إذ سيرة الخليفة لم تكن تنسجم ومضامين ذلك الكلام.
وفي نهاية المطاف نقول : إنّ حياة الخليفة كانت مزيجاً من الإيجابيات والسلبيّات ، ومن أبرز صفاته أنّه لم يكن مستأثرا ببيت المال ، ولا مُسلّطاً بني عدي على رقاب الناس ، ولا مترفعاً على المهاجرين والأنصار ، إلى غير ذلك من الصفات البارزة الّتي تعد من سمات خلافته ؛ مقابل خلافة عثمان الّذي استأثر ببيت المال ، وحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ، وسلّم الأُمور بيد مروان بن الحكم اللعين بن اللعين على لسان رسول الله (١) ، إلى غير
____________________
١. المستدرك للحاكم : ٤ / ٤٨١.