ما يظن به كل واحدة من الفرقتين أنّه يوافق رأيها ويماثل اعتقادها (١).
والإمام وإن كان يخاطب أهل الكوفة ويذمّهم ، إلاّ أنّ المجتمع الكوفي لم يكن آنذاك معقل الشيعة حسب ، بل كانت تتقاسمه اتجاهات مختلفة :
١ ـ طائفة كانت علويّة الهوى تقاتل مع علي عليهالسلام عن عقيدة وثبات بما أنّه خليفة الرسول الذي نصّ على خلافته في يوم الغدير وغيره ، وهم الشيعة الخلّص كعمار بن ياسر ، وحجر بن عدي ، وعمرو بن الحَمِق ، وصعصة بن صوحان ، وزيد بن صوحان ، وكميل بن زياد ، وميثم التمار ، وغيرهم من أعيان الشيعة وروّادهم.
٢ ـ طائفة أُخرى كانت على عقيدة التربيع ، وأنّ الإمام رابع الخلفاء وتجب إطاعته كإطاعة السابقين ، فلذلك أجابوا دعوته وحاربوا الناكثين في البصرة
____________________
١. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٧ / ٧٣ ـ ٧٤.