خالفوا إمامهم ، ولكنّه لو قلب صفحات التاريخ لوقف على أنّ أهل العراق كانت لديهم أهواء مختلفة ومشارب متنّوعة.
يقول ابن أبي الحديد : إنّ أصحاب علي كانوا فرقتين :
إحداهما : تذهب إلى أن عثمان قُتل مظلوماً وتتولاّه وتبرأ من أعدائه.
والأُخرى ـ وهم جمهور أصحاب الحرب وأهل الغَناء والبأس ـ : يعتقدون أنّ عثمانَ قتِل لأحداث أوجبت عليه القتل ، وقد كان منهم من يصرّح بتكفيره. وكل من هاتين الفرقتين يزعم أنّ علياً عليهالسلام موافق لها على رأيها ، وتطالبه في كل وقت بأن يبدي مذهبه في عثمان وتسأله أن يجيب بجواب واضح في أمره ، وكان عليهالسلام يعلم أنّه متى وافق إحدى الطائفتين باينته الأُخرى وأسلمته وتولّت عنه وخذلته ، فأخذ عليهالسلام يعتمد في جوابه ويستعمل في كلامه