وشربتُ على الشجى ، وصبرت على أخذ الكظم ، وعلى أمرَّ من طعم العلقم. (١)
وطلع الفجر :
إنّ القضاء البات في موضوع يقتضي جمع كل ما يمتّ بصلة إلى الموضوع من أقوال المتكلّم ، وعند ذاك يتّخذ الباحث موقفاً حاسماً ، ويُدلي برأيه القاطع حسب شهادة القرائن بعضها على بعض.
وأمّا القضاء بملاحظة بعض ما يرجع إلى الموضوع وتناسي غيره فهو ليس قضاء صحيحاً.
إنّ فضيلة الشيخ ورد من الطريق الثاني حيث أخذ ببعض الكلم ولم يرفع إبهام البعض بالبعض الآخر. وكان عليه أن يرجع في الموضوع إلى الخطبة الثالثة المعروفة بالشقشقية ، فإنّ الإمام بيّن فيها موقفه من خلافة الخلفاء ، وقد قال ابن الخشاب في حق هذه الخطبة : إنّي وقفت
____________________
١. نهج البلاغة : الخطبة ٢٥ ، ط عبده.