إنّ الإمام عليهالسلام باعتباره سفير الناس إلى الخليفة لإطلاعه على تذمّرهم منه ونقمتهم عليه ، كان يتوخّى أفضل السبل لإنجاز مهمّته المتمثّلة في نصح الخليفة وإرشاده ، وتليين موقفه المتصلّب الرافض لاستعتابهم وتلبية مطالبهم ، ولهذا بدأ عليهالسلام كلامه بهذا الأسلوب الرقيق الّذي يحرّك في النفس نوازع الخير من خلال التذكير بذلك العهد الّذي أظلّتهم فيه رحمة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وعدله واستقامته وخلقه المعطار.
ثم أعقبه بكلام يحمل في طيّاته تحذيراً شديداً من مغبّة التمادي في سلوك طريق الضلال والإضلال وفي إمامة السنّة وإحياء البدعة.
وقد نجح الإمام عليهالسلام بهذا الاسلوب ـ الّذي يجمع بين الترغيب والتحذير ـ في تحقيق أهدافه السامية في كبح روح العناد لدى الخليفة ، ودفعه إلى استعتاب الثائرين ، وآية ذلك النجاح تأثّر الخليفة بكلامه وإقباله