فو الله ما كان يُلقى في روعي ولا يخطر ببالي انّ العرب تُزعج هذا الأمر من بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أهل بيته ولا انّهم مُنحُّوه عنّي من بعده ، فما راعني إلاّ انثيال الناس على فلان يبايعونه ، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعةَ الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فخشيتُ إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً ، تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم الّتي إنّما هي متاعُ أيام قلائل يزول منها ما كان كما يزول السراب أو كما يتقشع السحاب ، فنهضتُ في تلك الأحداث حتّى زاح الباطل وزهق ، واطمأنّ الدين وتنهنه (١).
وبالجملة فالظروف السائدة آنذاك فرضت على الإمام عليهالسلام التعاون معهم والإشارة بالحق والصلاح عند الاستشارة ، والإدلاء بالحق عند طلبه ، وليس في هذا أي
____________________
١. نهج البلاغة : الخطبة ٦٢ ، ط عبده.