مدح لشخص الخليفة ، ولو كان في كلامه تكريم فانّما هو لمقام الخلافة سواء أتقمّصها عمر بن الخطاب أم غيره.
ومنه يظهر وجه كلام الإمام لمّا استشاره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزوة الروم ، فقال الإمام عليهالسلام :
وقد تَوكّلَ اللهُ لأهل هذا الدين بإعزاز الحوزة ، وستر العورة ، والّذي نصرهم وهم قليل لا ينتصرون ، ومنعهم وهم قليل لا يمتنعون ، حيّ لا يموت ... الخ (١).
لم يكن الإمام عليهالسلام ـ نعوذ بالله ـ بالذي يُضمر حقداً أو ضغينة حتى يضنّ بنصيحة أو مشورة فيها عزٌّ للإسلام وحفظ لكيان المسلمين ، فهو عليهالسلام مثال الإنسان الكريم النفس ، العالي الهمّة ، الذي يقهر ذاته ، ويذوب إخلاصاً لمبادئه ، ويفيض حبّاً ورأفة وحناناً ، فلا غرو إذن أن يسجّل مثل هذه المواقف الرائعة ، وأن يشير بحكمته البالغة إلى ما فيه صلاح الإسلام والمسلمين.
____________________
١. نهج البلاغة : الخطبة ١٣٠ ، ط عبده.