الّتي تمّت لعلي عليهالسلام على النحو الّذي وصفها الإمام عليهالسلام كانت ظاهرة استثنائية لم يكن لها مثيل في من سبقه من الخلفاء ، ومع ذلك نرى أنّه لمّا استتب الأمر للإمام عليهالسلام ظهرت بوادر التمّرد والعصيان عليه ، والتي شغلت باله عليهالسلام منذ تولِّيه منصب الخلافة وحتّى استشهاده عليهالسلام.
ثم إنّ الإمام في نهاية الأمر يبيّن وجه قبوله لبيعة هؤلاء (مع عدم رغبته في الخلافة) في خطبة أُخرى ، حيث يقول :
أما والّذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ، ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز (١).
وهذه الفقرات تعرب عن وجه قبول الخلافة
____________________
١. نهج البلاغة : الخطبة رقم ٣.