ذلك من الأُمور الّتي أثارت غضب المهاجرين والأنصار ومن تبعهم من سائر البلاد ، فقِتل في عقر داره بمرأى ومسمع منهم.
فلو صحّ صدور هذا الكلام من الإمام وأغمضنا النظر عمّا حوله من الشكوك والإبهامات ، فقد صدر منه لغاية إلايعاز إلى الحكم الّذي سوف يُبتلى به المسلمون ولذلك وصفه بقوله «وخلّف الفتنة» وهي الّتي رافقت خلافة عثمان ، فقد كان مشغوفاً بحب بني أبيه ، آل أُمية وتفضيلهم على الناس ، وقد تنشّب ذلك في قلبه وكان معروفاً به من أوّل يومه ، ولذلك قال عمر بن الخطاب لابن عباس : لو وليها عثمان لحمل آل أبي معيط على الناس ، ولو فعلها لقتلوه. (١)
وبكلمة قصيرة : إنّ المدح والتنزيه نسبيّان ، وليسا بمطلقين ، يعلم ذلك من التدبّر في كلامه عليهالسلام.
____________________
١. انساب البلاذري : ٥ / ١٦ وقد رويت كلمة الخليفة بصورة مختلفة لاحظ الغدير : ٨ / ٢٨٩.