الحدث كالأرض الخالية ، ما أُلقي فيها من شيء قَبِلَتْه ، فبادرتُكَ بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبُّك».
يخاطبه الإمام بهذا القول مع أنّ الحسن عليهالسلام كان يومذاك من أبناء الخمسة والثلاثين حيث إنّ الإمام كتبها عند منصرفه من صفين في منطقة «حاضرين» وعندئذ فما معنى قوله «فبادرتك بالأدب» وقد انقضى شبابه والتحق بالكهول (١).
وقد قلنا : إنّ ما سلكه الإمام من الخطاب لولده العزيز والغاية هي عامّة أولاد المسلمين ، هو مسلك المصلحين حيث يخاطبون أبناءهم ومَن يتعلّق بهم ويوبّخونهم ، لغاية إسماع الغير ، وقد ورد في المثل : «إيّاك أُعني واسمعي يا جارة».
على أنّ المراد من الجهل في العبارة هو الجهل بأسرار القدر وخفاء وجه الحكمة في بعض الأُمور ، فلم
____________________
١. الكهل من كان بين الثلاثين والخمسين في العمر.