ولأجل إيقاف القارئ على مقاصد الإمام في كلامه هذا نأتي بنصّ كلامه مشفوعاً بمقدّمة الرضي :
ومن كلام له عليهالسلام لعثمان بن عفّان. قالوا :
لمّا اجتمع الناس إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، وشكوا إليه ما نقموه على عثمان ، وسألوه مخاطبته عنهم واستعتابه لهم ، فدخل عليهالسلام على عثمان ، فقال :
«إنَّ النَّاسَ وَرَائي وقدِ اسْتَسْفَرُوني بينكَ وبينهمْ ؛ وَوَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ! مَا أَعْرِفُ شَيْئاً تَجْهَلُهُ ، وَلاّ أَدُلُّكَ عَلَى أَمْر لاَ تَعْرِفُهُ!
إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نَعْلَمُ ؛ مَا سَبَقْنَاكَ إلى شَيء فَنُخْبرَكَ عَنْهُ ، وَلاَ خَلَوْنَا بِشَيء فَنُبَلِّغَكَهُ ؛ وَقَدْ رَأَيْتَ كَمَا رَأَيْنَا ، وَسَمِعْتَ كَمَا سَمِعْنَا ، وَصَحِبْتَ رَسُول اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَمَا صَحِبْنَا. وَمَا ابْنُ أَبي قُحَافَةَ وَلاَ ابْنُ الخَطَّابِ بِأَوْلَى بِعَمَلِ الحقّ مِنْكَ ، وَأَنْتَ أَقْرَبُ إلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَشِيجَةَ رَحِم مِنْهُمَا ، وَقَدْ نِلْتَ مِنْ صِهْرِهِ مَا لَمْ يَنَالاَ ؛ فَاللهَ الله في نَفْسِكَ ،