السقيفة ، حيث قال له أبو عبيدة بن الجراح : إنك على هذا الأمر لحريص ، فأجابه الإمام بقوله : «بل أنتم والله لأحرص وأبعد ، وأنا أخصّ وأقرب».
ثم يقول «وإنما طلبت حقاً لي وأنتم تحولون بيني وبينه وتضربون وجهي دونه» ، فما هو الحق الّذي كان الإمام يطلبه وأصحاب السقيفة يحولون بينه وبينه ويضربون وجهه دونه؟! أليس هو التنصيص من الله سبحانه عن طريق نبيه على خلافته وقيادته ، وإلاّ لم يكن هناك حق حتّى يطلبه علي عليهالسلام ، بل كان عليه أن يصبر حتّى يتم أمر البيعة فعندئذ يتبيّن صاحب الحق عن غيره.
هذا غيض من فيض ممّا صرح به الإمام على خلافته وإمامته بالحق الثابت له ، ولو أنّ فضيلة الشيخ يتأمّل هذه الفقرات وغيرها لأذعن بأنّ الإمام يعرِّف نفسه وصياً للرسول في أمر الخلافة ، وإماماً للمسلمين بعد رحيل الرسول ، وكونه ذا حق ثابت وقد حيل بينه وبين حقه ، وها نحن نذكر مقاطع أُخرى على وجه الإيجاز ،