وشماس ، وتلوّن واعتراض ، فصبرتُ على طولِ المدَّةِ ، وشدَّةِ المحنةِ.
حتّى إذا مضى لسبيلهِ ، جعلها في جماعة زعمَ أنّي أحدهم ، فياللهِ وللشورى ، متى اعترض الريبُ فيّ مع الأوّل منهم؟ حتّى صرِتُ أقرنُ إلى هذهِ النظائر ، لكنّي أسففتُ إذ أسفّوا ، وطرتُ إذ طاروا ، فصغى رجلٌ منهم لضغنهِ ، ومالَ الآخرُ لصهرهِ ، مع هن وهن.
إلى أن قام ثالثُ القومِ نافجاً حضنيهِ ، بينَ نثيلهِ ومعتلفهِ ، وقام معهُ بنو أبيهِ يخضمون مال اللهِ خَضْمَةَ الإبلِ نبتة الربيع ، إلى أنِ انتكث عليه فتلهُ ، وأجهز عليه عملُهُ ، وكَبت به بطنتهُ.
فما راعني إلاّ والناس كعُرْف الضَّبُع إليّ ، ينثالون عليّ من كل جانب ، حتّى لقد وُطئ الحسنان ، وشُقّ عطفاي ... (١)
____________________
١. نهج البلاغة ، الخطبة ٣.