بباب المسجد ودخل ، فوقف على عتبة بن أبي سفيان فسلم عليه فردّ عليهالسلام ، فقال له الأعرابي : إني قتلت ابن عم لي ، وطولبت بالدية ، فهل لك أن تعطيني شيئاً؟ فرفع رأسه إلى غلامه وقال ، ادفع اليه مائة درهم ، فقال الأعرابي : ما اُريد الّا الدية تماماً ؛ ثم تركه وأتى عبد الله ابن الزبير ، وقال له مثل ما قال لعتبة ، فقال عبدالله لغلامه : ادفع مائتي درهم ، وقال الأعرابي : ما اُريد الّا الدية تماماً ، ثم تركه واتى الحسين عليهالسلام فسلم عليه ، وقال : يابن رسول الله إني قلت ابن عم لي وقد طولبت بالدية ، فهل لك أن تعطيني شيئاً؟ فقال : يا أعرابي نحن قوم لا نعطي المعروف إلّا قدر المعرفة ، فقال : سل ما تريد؟ فقال له الحسين : يا أعرابي ما
__________________
الوليد اُمه : هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد الشمس ، وكانت تذكر في مكة بفجور وعُهر ومن ذوات الرايات ، وقالوا : إنّ عتبة كان يُعزى الى الصباح ؛ مُغنٍ كان لعمارة ابن الوليد ، وكان أيضاً اجيرا لأبي سفيان ، وكان شاباً وسيماً ، فدعته هند إلى نفسها فغشيها : وقالوا ايضا : ان هند كرهت تضعها في بيتها ، فخرجت إلى أجياد فوضعته هناك ، وفي هذا المعنى يقول حسان بن ثابت أيام المهاجاة بين المسلمين والمشركين في حياة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل عام الفتح :
لِمَن الصّبيّ بجانب البَطحا |
|
في التُرب ملقىً غَيرَ ذي مَهد |
نجلت به بيضاء آنِسَةٌ |
|
مِن عَبد شمس صَلتَه الخدّ |
وفي زمن خلافة عمر بن الخطاب ولاه عمر المدينة الطائف ، وشهد يوم الدار مع عثمان ، وشهد يوم الجمل مع عائشة وفقئت عينيه ، وفي زمن خلافة معاوية حج بالناس سنتين (٤١ ـ ٤٢ هـ) ، ثم ولاه معاوية زمناً على المدينة والطائف والموسم ، واخيرا ولاه مصر بعد هلاك عمرو بن العاص ، فهلك هو الاخر ودفن فيها ، وكان هلاكه في سنة أربع وأربعين ، وقدمه الى مصر وتوليه امرها كان سنة ثلاث وأربعين للهجرة.
انظر : الاستيعاب (بهامش الاصابة) : ٣ / ١٢١ ، رغبة الآمل من كتاب الكامل : ٤ / ٣٣ و ٨ / ١٥٣ ـ ٢٧١ ، والنجوم الزاهرة : ١ / ١٢٢ ، والأعلام للزركلي : ٤ / ٢٠٠ ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١ / ٣٣٦. وديوان حسان بن ثابت : ١٥٧.