فلمّا ورد الكتاب إلى مسلم وقرأه سار من وقته وساعته حتّى مر بماء «لطي» فنزل عليه ، ورأى رجلاً قد رمى ظبية فصرعها فقال : نقتل عدوّنا هكذا انشاء الله تعالى. قال : وسار حتى وافى الكوفة ، فدخلها ونزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي (١).
وقال ابن شهر آشوب : لمّا دخل مسلم الكوفة نزل في دار سالم بن المسيب ، ولما دخل ابن زياد الكوفة انتقل من دار سالم إلى دار هاني بن عروة المرادي المذحجي (٢) في جوف الليل (٣). وكان دخوله يوم الخامس من شوال سنة ستّين (٤).
فجعل الناس يختلفون إليه وجعل مسلم كلّما دخل عليه جماعة من أهل الكوفة قرأ عليهم كتاب الحسين عليهالسلام وهم يبكون ، حتى بايعه في ذلك اليوم ثمانون ألف ، وقيل : حتى صار مجلسه ثمانية عشر ألفاً (٥).
ويروى أنه بايعه ثمانية عشر ألف كما كتب الى الحسين عليهالسلام : «أما بعد فإنّ الرائد لا يكذب أهله ، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألف فالعجل العجل بالإقبال حين يأتيك كتابي هذا ، فإن الناس كلّهم معك وليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى». ثم أرسل الكتاب مع عابس بن شبيب الشاكري إلى مكة (٦).
__________________
(١) الشهيد مسلم بن عقيل : ١٤ عبدالرزاق المقرم.
(٢) مذحج : كمجلس ، أبو قبيلة من قبائل اليمن ، وهو مذحج بن جابر بن مالك بن زيد كهلان ابن سبأ ومراد : بطن من مذحج ، وكان هانئ بن عروة مرادياً. انظر :
(٣) المناقب لابن شهر آشوب : ٤ / ٩١.
(٤) مروج الذهب للمسعودي : ٣ / ٥٤.
(٥) الملهوف على قتل الطفوف : ١٠٨.
(٦) الاخبار الطوال للدينوري : ٢٤٣.