إلى سليمان بن صرد الخزاعي والمسيّب بن نجيبة ورفاعة بن شدّاد وعبدالله بن وائل وجماعة المؤمنين ...
«أمّا بعد ... فقد علمتم أنّ رسول الله قد قال في حياته : «من رأى سلطاناً جائراً مستحلّاً لمحارم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، ثم لم يغير بقول ولا فعل كان حقيقياً على الله أن يدخله مدخله» وقد علمتم أنّ هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان ، وتوانوا عن طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالغيّ ، وأحلّوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ، وإنّي أحق بهذا الأمر لقرابتي من رسول الله ، وقد أتتني كتبكم وقدمت عليَّ رسلكم ببيعتكم ، أنّكم لا تسلّموني ولا تخذلوني ، فإن وفيتم لي ببيعتكم فقد أصبتم حظّكم ورشدكم ، ونفسي مع أنفسكم ، وأهلي وولدي مع أهليكم وأولادكم ، فلكم بي اُسوة ، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهودكم وخالفتم بيعتكم فلعمري ما هي منكم بنكر ، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي ، والمغرور من اغترّ بكم ، فحظّكم وأخطأتم ، ونصيبكم ضيّعتم ، ومن نكث فعلى نفسه ، وسيغنينى الله عنكم».
ثم طوى الكتاب ودفعه لقيس بن مسهر الصيداوي ، فسار قيس بكتاب الحسين عليهالسلام حتى إذا بلغ القادسية قبض عليه الحصين بن نمير ليفتّشه ، فأخرج قيس الكتاب حرقه ، فحمله الحصين إلى ابن زياد بالكوفة ، فلمّا مثل بين يديه قال له : من أنت؟ قال : أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين. قال : لماذا أحرقت الكتاب؟ قال : لئلا تعلم بما فيه ؛ قال : ممّن الكتاب وإلى من؟ قال : من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى جماعة لا أعرف أسمائهم.
قال : فغضب ابن زياد وقال : والله لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء القوم ، أو تصعد المنبر فتسب الحسين وأباه وأخاه ، وإلا قطعتك بالسيف إرباً إرباً.