فقال قيس : أمّا القوم فلا اُخبرك بأسمائهم ، وأمّا السب فأفعل ـ وحاشاه ـ قال : إذاً فاصعد المنبر.
[فصعد المنبر] ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلّى عليه ، وأكثر من الترحّم على علي وولده ، ثم لعن ابن زياد وأباه وأخاه ، وعتات بني امية عن آخرهم ، ثم قال : «أيّها الناس .. أنا رسول الحسين إليكم ، وقد خلّفته بموضع كذا وكذا ، فأجيبونني» فغضب ابن زياد وأمر أن يصعد به إلى أعلى القصر ، وأن يوثّقوه كتافاً ويرموه من أعلى القصر إلى الأرض حيّاً فصعدوا به إلى أعلى القصر ورموه إلى الأرض فتكسرت عظامه ، فوقع وبه رمق الحياة فأقبل إليه رجل من أهل الكوفة يسمّى عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه بمديه وعيب عليه بعد ذلك ، فقال : أردت أن أريحه.
ولمّا بلغ خبره الحسين عليهالسلام فاستعبر باكياً ، هذا وقد سمع بقتله ولم يسمع بأنه يجرّ من رجليه في الأسواق ، إذاً ما حاله عليهالسلام حين سمع بخبر مسلم بن عقيل وقد رموه من أعلى القصر إلى الأرض ووضعوا الحبال في رجلي مسلم وهاني وسحبوهما في الأسواق :
ولو كان في الكوفة غير مسلم |
|
ومسلم ما قطّعوه إربا (١) |
__________________
(١)
اويلي اعلى ابو طاهر اويلاه |
|
يوم الذي خانت رعاياه |
واصبح غريب ابولية اعداه |
|
ومن اخوته ما واحد اوياه |
او يجر صارمه ويمنع اليدناه |
|
شالته الغيره أو يومه ساواه |
يشبه العمّه حامي احماه |
|
من ضعف والطاغي تلقّاه |
وبمرهفه وگع ثناياه |
|
أوجتفوا يساره فوگ يمناه |
وظل يلتفت ويدير عيناه |
|
أو لحسين ذيگ السا تمنّاه |