مجلس بني أسد ، فتحادثا حتى اختلفت أعناق فرسيهما ، فقال حبيب : لكأنّي بشيخ اصلع ضخم البطن يبيع البطّيخ عند سوق الطعام يصلب في حب آل البيت نبيّه وتبقر بطنه على الخشبة ؛ وقال ميثم : واني لأعرف رجلاً أحمر له ضفيرتان يخرج إلى نصرة ابن بنت نبيّه فيقتل بين يديه ويجال برأسه في الكوفة معلّق بلبان الفرس ؛ فضحكا وافترقا. قال أهل المجلس : ما رأينا أحد أكذب من هذين.
قال الراوي : ولم يفترق أهل المجلس حتى اقبل رشيد الهجري (١)
__________________
فقال عليهالسلام : ارجع الى اسمك الذي سمّاك به رسول الله ودع سالماُ. فرجع الى ميثم وكنّى بأبي سالم.
وقال له أمير المؤمنين عليهالسلام يوماً : كيف بك يا ميثم إذا دعاك دعيّ بني أمية عبيدالله ابن زياد إلى البراءة منّي؟ قال : فقلت : يا أمير المؤمنين والله لا أبرء منك : قال عليهالسلام : إذاً والله يقتلك ويصلبك ، قلت : اصبر فذاك في الله قليل. فقال : إذاً تكون معي في درجتي.
وحج ميثم في السنة التي قتل فيها ، ولمّا رجع قبضه ابن زياد وحبسه مع المختار ابن أبي عبيدة الثقفي ، ثم أخرجه وصلبه على خشبة حول باب عمرو بن حريث فجعل ميثم يحدّث بفضائل أمير المؤمنين ، فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد ، قال : الجموه ، فكان ميثم أول من الجم في الإسلام ، ولمّا كان اليوم الثامن طعن بالحربة ثم انبعث في آخر النهار فمه وانفه دماً فمات رحمه الله ، كان قتله بعد شهادة مسلم بأيام قليلة ، قال : وبقي مصلوباً حتى اجتمع سبعه من التمارين وسرقوا جثّته ، وجاءوا به الى فيض ماء في مراد فدفنوه ورموا الخشبة في خربة هناك. انظر رجال الكشي : ٨٠ / ١٣٥ و ٨٣ / ١٣٩.
(١) كان رشيد الهجري من رجال أمير المؤمنين عليهالسلام ، ومن أعيان الشيعة المشهورين ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يسميه رشيد المنايا ، علّمه أمير المؤمنين علم المنايا والبلايا ، كان يقول : فلان يموت بموته كذا وكذا ، وفلان يقتل بقتله كذا وكذا.
روى الشيخ الكشي رحمه الله في رجاله عن أبي حيان البجلي ، عن قنواء بن رشيد الهجري رحمه الله ، قال : قلت لها : اخبريني بما سمعت من أبيك ، قالت : سمعت أبي يقول : أخبرني مولاي أمير المؤمنين عليهالسلام قال : يا رشيد كيف صبرك إذا ارسل إليك دعيّ بني أمية فقطع يديك