أنا حبيب وأبي مُظهَّر |
|
فارس هيجاء وليث قسور |
أنتم أعد عدة وأكثر |
|
ونحن أوفى منكم واصبر |
ونحن أعلى حجة وأظهر |
|
حقّاً ، وأتقى منكم وأعذر |
ولم يزل يقاتل حتى قتل من القوم مقتلة عظيمة ، فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني (١) فضربه بسيفه ، وحمل عليه آخر من تميم فطعنه برمح فوقع إلى الأرض ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فسقك إلى الارض ، فنزل اليه الحصن فاحتزّ رأسه.
وروى عن أبي مخنف قال : لمّا قتل حبيب هدّ قتله الحسين عليهالسلام ، فجاء إلى مصرعه وقال : عند الله احتسب نفسي وحماة اصحابي ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، قتل والله أسد من آساد الله ، يذبّ عن حرم الله ، رحمك الله يا حبيب ، لقد كنت شجاعاً فاضلاً تختم القران في ليلة واحدة (٢).
وفي ذلك يقول الشيخ محمد السماوي رحمه الله :
إن يهدُّ الحسين قتل حبيب |
|
فلقد هدّ قتله كلّ ركن |
بطل قد لقى جبال الاعادي |
|
من حديد فردّها كالعهن |
لا يبالي بالجمع حيث توخّى |
|
فهو ينصب كأنصاب المزن |
أخذ الثار قبل أن يقتلوه |
|
سلفاً من منية دونَ منّ |
قتلوا منه للحسين حبيباً |
|
جامعاً للفعال من كلّ حسن |
(فائدة) : وإنّما دفنت بنو أسد حبيباً عند رأس الحسين عليهالسلام اعتناء به ، أو
__________________
(١) العقفاني بالعين المهملة والقاف والفاء نسبة الى عقفان بضم العين وهو (حي من خزاعة).
(٢) مقتل أبي مخنف : ١٤٥ ـ ١٤٧.