وكانت همّته أن يقتل حامل راية عمر ابن سعد فبينا هو يقاتل إذ انقطع شسع نعله اليسرى فوقف ليشدّها ، فقال عمر بن سعيد بن نفيل الأزدي : والله لأشدنّ عليه وأثكلنّ به اُمّه.
قال حميد بن مسلم : فقلت : سبحان الله وما تريد منه يكفيك هؤلاء الذين احتوشوه من كل جانب؟! فقال : والله لافعلن ثم حمل عليه فما ولّى وجهه حتى ضرب الغلام بالسيف على رأسه فوقع القاسم لوجه وصاح : أدركني يا عمّاه ... فأتاه الحسين عليهالسلام ورآه يفحص بيديه ورجليه. قال : وحمل على قاتله فقتله ثم رجع إلى القاسم ووقف عليه قائلاً : يا ابن اخي بعداً لقومٍ قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك ... ثم قال : يابن أخى عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا ينفعك أجابته يوم كثر واتره وقل ناصره ... ثم حمله على صدره ورجلاه يخطّان في الارض خطاً حتى جاء به الى المخيم ووضعه الى جانب ولده علي الأكبر وهو يقول : يا ابن أخي أنت الوديعة.
(فائدة) : القاسم بن الحسن عليهالسلام لم أقف على تزويجه في كربلاء إلّا في منتخب الطريحي رحمه الله فإنّه يذكر قضية تزويجه نقلاً عن الغير ، ولم يثبت هناك من مصدر معلوم ، ومن المؤكّد أنّ هذا الخبر مرسل يأباه العقل السليم وتركه أولى من ذكره.
(فائدة) : كان القاسم بن الحسن عليهالسلام أخصّ أولاده ، وقد خصّه بالوصايا الأكيدة والنصائح الشديدة ، وقد سأل القاسم عمّه الحسين عليهالسلام ليلة العاشر من المحرم عمّن يقتل ، فجعل الحسين عليهالسلام يخبره ، فقال له الحسين عليهالسلام : وكيف القتل