أقول : فليتها كانت حاضره يوم عاشوراء ومعها جرعة من ماء الكوثر وتسقي ولدها الحسين عليهالسلام ، لمّا نادى : يا قوم وحق جدّي أنا عطشان. قال رجل من القوم : رأيت شفتيّ أبي عبد الله تتحركان بكلام لم أفهمه ، فقلت : إن كان الحسين عليهالسلام يدعو علينا هلكنا ورب الكعبة. فأقبلت إليه فسمعته ينادي إسقوني جرعة من الماء ، وقال : فأتيت إلى ابن سعد (لعنه الله) وقلت له : يا أمير إنّ الرجل قد ضعف عن القتال ولا قابلية له على حمل السلاح ، ما يضرك لو سقيته جرعة من الماء؟ قال : فسكت اللعين ، فعلمت أنّ السكوت من الرضا ، فأقبلت إلى خيمتي وأخذت ركوة فملئتها ماء وأتيت مسرعاً إلى الحسين فبينا أنا في بعض الطريق وإذا بالكون قد تغيّرت ، وهبت ريح سوداء مظلمة ، وتزلزلت الأرض ، وإذا بالمنادي ينادي : قتل الإمام ابن الإمام أخو الإمام أبو الأئمّة. فنظرت وإذا برأس الحسين عليهالسلام على رأس رمح طويل.
وشيبته مخضوبة بدمائه |
|
يلاعبها غادي النسيم ورائحه (١) |
__________________
(١) وزينب عليهاالسلام كأني بلسان حالها :
(نصاري)
يشيال راسه لا تلوحه |
|
وهبّط من بگايا الروس رمحه |
أخاف ايفوت ريح الهوى بجرحه |
|
وجرحه عليه يگوم يسعر |
(دكسن)
يشال راس حامينه او ولينه |
|
دريّض خلي اتودّعه اسكينه |
ليش احسين ساچت عن ونينه |
|
گلّي تعب لو جرحه تخدّر |
كأني بها تخاطب رأس الحسين عليهالسلام بلسان الحال :
(عاشوري)
يحسين لا تلتفت لينه |
|
واتشوفنه نشگف بدينه |
نسوان تدري وانولينه |
|
وعليلك المچتّف ولينه |