وعن يمينه عبيد الله بن زياد (١) ، وذلك بعد قتل الحسين عليهالسلام فأقبل على ساقيه فقال :
أسقني شربة تروي حشاشتي |
|
ثم قم فاسق بعدها ابن زياد |
صاحب السر والأمانة عندي |
|
ولتسديد مغنمي وجهادي |
قاتل الخارجي اعني حسيناً |
|
ومبيد الأعداء والحساد |
ويروى أيضاً إنّه لمّا جيء أليه برأس الحسين عليهالسلام وهو في طشت من لجين وضع بين يديه ، فجعل يشرب الخمر ويصب فضلته حول الطشت ألذي فيه رأس الحسين عليهالسلام وهو يتمثل بأبيات ابن الزبعري :
ليت اشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل (٣) |
ويروى أنّه لمّا وضعوا الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين عليهالسلام جعل يقول :
أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت |
|
قواظب في ايماننا تقطر الدما |
نفلق هاماً من رجال أعزة |
|
علينا وهم كانوا أعق وأظلما |
__________________
(١) هوعبيد الله بن زياد : كان يكنى أبا حفص ، وكان أباه زياد قد طلّق اُمّه (مرجانة) وزوّجها من شيروية الأسواري ودفع اليها عبيد الله ، فنشأ بين الأساورة ومن هنا جاءته اللكنة ، وكان ولّاه معاوية خراسان ثم ولي البصرة خمس سنين ، ولمّا هلك أبوه ضمت اليه الكوفة فكانت ولايته على العراقيين ثمان سنين ، بعد هلاك يزيد أخرجه أهل البصرة من داره واستجار بمسعود بن عمرو الأزدي ، ولما قتل مسعود هرب الى الشام فكان مع مروان بن الحكم وكان يوم «مرج راهط» على إحدى مجنبتي عسكره ، فلمّا ظفر مروان بالضحاك بن قيس الفهري وقتله وردّه مروان إلى العراق فبينا هو قد قرب من الكوفة إلتقى به إبراهيم بن الأشتر النخعي على جيش من جيوش المختار بن عبيد الثقفي فناجزه الحرب فظفر به وقتله ، وكان قتله يوم عاشوراء سنة (٦٧ هـ). راجع ترجمة (عبيدالله بن زياد) في :
(٢) مروج الذهب للمسعودي : ٣ / ٦٧.
(٣) هذه الأبيات نسبها السيد ابن طاووس في اللهوف إلى ابن الزبعري.