أقول لصحب ضمت الكأس شملهم |
|
وداعي صبابات الهوى يترنّم |
خذوا بنصيب من نعيم ولذه |
|
فكلٌّ وإن طال المدى يتصرّم |
وهو القائل لما نهاه أبوه عن شرب الخمر الكثير :
أمن شربة من ماء كرم شربتها |
|
غضبت عليَّ اليوم طاب لي الخمر |
سأشرب فاسخط او رضيت كلاهما |
|
حبيب إلى قلبي عقوقك والسكر |
يروى أنّ معاوية أرسل سرية إلى قسطنطنية الروم وأمّر عليها سفيان بن عوف ثم ورد الخبر أنهم أصابهم جوع ومرض شديد ، فأنشأ يزيد يقول :
إذا ارتفعتُ على الأنماط مصطبحاً |
|
بِدَير مُرّان عندي اُمّ كُلثُوم |
فَما اُبالي بما لاقَت جُنودُهم |
|
بالغَذ قَذونة من حُمّى ومُوم (١) |
وكان له قرد يكنى بأبى قيس ، يحضره في مجلس منادمته ، ويطرح له متكأ ، وكان قرداً خبيثاً ، وكان يحمله على أتان وحشية ، قد ريّضت وذُللّت لذلك بسرج ولجام ، وكان يسابق بها الخيل يوم الحلبة \' فجاء في بعض الأيام سابقاً ، فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل ، وعلى أبي قيس قباء من الحرير الأحمر والأصفر ، منقوش يلمع بأنواع الألوان ، فقال في ذلك بعض شعراء الشام :
تمسك أبا قبيس بفضل عنانها |
|
فليس عليها إن سقطت ضمان |
ألا من رأى القرد الذي سبقت به |
|
جياد امير المؤمنين أتان (٢) |
وقال المسعودي في «مروج الذهب» : كان يزيد صاحب طرب ، وجوار ، وكلاب ، وقرود ، وفهود ، ومنادمة علي الشراب ، وجلس ذات يوم على شرابه
__________________
(١) انظر كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني : ١٧ / ٢١٠.
(٢) مروج الذهب للمسعودي : ٣ / ٦٨.