وفي السنة الثانية : نهب المدينة ، وأباحها ثلاثة أيّام ، وفتك الفتك العظيم بأهلها حتى قتل في الوقعة (١) جماعة من الصحابة ، ولم يبقي بدري بعد ذلك ، وقتل من سائر الناس من الموالي والعرب والتابعين عشرة آلاف ، وافتضت ألف عذراء (٢).
وفي السنة الثالثة : غزا الكعبة فهدمها.
قال المسعودي : شمل الناس جور يزيد بن معاوية وعمّاله ، وعمّهم الظلم وما ظهر من فسقه ، ومن قتل ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما ظهر من شرب الخمور ، وسيرته سيرة فرعون ، بل كان فرعون أعدل منه في الرعية (٣) (٤).
وقال محمد بن علي ـ المعروف بالطقطقي ـ في كتابه «الفخري» : إنّ يزيد بن معاوية كان موفر الرغبة في اللهو ، والقنص ، والخمر ، والنساء ، والشعر (٥).
وفي أيامه ظهر الغناء بمكّة والمدينة ، واستعملت الملاهي (٦) ، ومن قوله في الخمرة :
__________________
(١) انظر أخبار «وقعة الحرّة» في : الفخري في الآداب السلطانية.
(٢) قال ياقوت في معجم البلدان (حرة) : واستباحوا الفروج ، وحملت منهم ثمانمئة حرة وولدن وكان يقال لأولئك الأولاد أولاد الحرة.
(٣) مروج الذهب للمسعودي : ٣ / ٦٨.
(٤) وروى ابن سعد في «الطبقات» ـ ترجمة عبدالله بن حنظلة :
«أنّه بايع أهل المدينة ـ ليلة الحرة ـ على الموت ، وقال : ياقوم ، اتقوا الله وحده لا شريك له ، فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، إنّ رجلاً ينكح الامهات والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاءاً حسناً». انظر طبقات ابن سعد : ٥ / ٦٦.
(٥) الفخري في الآداب السلطانية : ٩٨.
(٦) مروج الذهب للمسعودي : ٣ / ٦٧.