بنت بجدل الكلبية امكنت عند أبيها من نفسها فحملت بيزيد ، وإلى هذا أشار النسابة البكري من علماء السنة بقوله :
فإن يكن الزمان أتى علينا |
|
لقتل الترك والموت الوحيي (١) |
فقد قتل الدعي وعبد كلب |
|
بأرض الطف أولاد النبي |
اراد بالدعي عبيد الله ابن زياد ، فإنّ أباه زياد بن سمّية ، وهذه كانت عاهرة ذات علم ، ولدت زيادا على فراش أبي عبيد من بني علاج ، فادعى معاوية أنّ أبي سفيان زنى بام زياد وأنه أخوه وكان اسمه «الدعي» حتى أن عايشة كانت تسميّه زياد ابن ابيه لأنّه ليس له أب معروف ، (٢) ومراده بعبد كلب وهو يزيد بن معاوية لأنّه من عبد بجدل الكلبي.
وكانت ولادته في أيام عثمان ابن عفان ، سنة خمس وعشرين في بادية طب بني أخواله ، وهم نصارى ، وتربى هناك تربيه نصرانية حتى إذا ترعرع جيء به إلى أبيه ، وكان لا يشابه أباه ، ضخم الجسم ، كثير اللحم ، اسمر ، في وجهه اثار الجدري ، ولقد بويع له بالخلافة يوم وفاة أبيه معاوية ، وكانت ولايته ثلاث سنين وستة أشهر.
ففي السنة الأولى : قتل الحسين بن علي بي أبي طالب عليهمالسلام سيد شباب أهل الجنة.
__________________
(١) موت وحي [أي] سم حي : سريع : انظر :
(٢) نقول : قال الذهبي في سير أعلام النبلاء :
يقال : «إن أبا سُيان أتى الطائف ، فَسكر ، فطلب بغيّاً ، فواقع سُميّة ، وكانت مزوّجةً بعبيد ، فولدت من جُماعه زيادا ، فلما رآه معاوية من أفراد الدهر ، أستعطفه وادّعاه ، وقال : نزل من ظهر أبي». انظر سير اعلام النبلاء للذهبي : ٣ / ٤٩٥.
وفي صحيح البخاري في (الفرائض) / باب (من ادعى الي غير أبيه) : ٨ / ١٩٤ ، وفيه : قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من ادّعى الى غير أبيه وهو يعلم أنّه غير أبيه فالجنة عليه حرام».