له : من أين أقبلت يا أبا الدرداء؟ قال؟ سيدي من الشام ، فقال له الحسين عليهالسلام : ما حاجتك؟ قال : خاطباً اُرينب ليزيد ابن معاوية ، فقال له الحسين عليهالسلام : أجل اذكرني عندها ، واجعل مهرها حكم لسانها بالغاً ما بلغ ؛ فقال : اعرض عليها انشاء الله.
ثم خرج من عند الحسين عليهالسلام ، فلقيه القثم بن العباس ابن عبد المطلب (١) ، فسأله عن سبب مجيئه فأخبره بما جاء فيه ، فقال : اذكرني عندها ؛ ثم لقيه عبدالله بن الزبير فسأله عن سبب قدومه الى المدينة ، فأخبره بذلك فقال له : اذكرني عندها ؛ قال : افعل. ثم أقبل حتى دخل عليها ، فسلم فردت عليهالسلام ، ورحّبت به ، فلمّا استقرّ بها المجلس قال لها : يا اُرينب إني اتيت خاطباً لك ؛ قالت : لمن؟ قال : لأربعة نفر للحسين بن علي بن ابي طالب ، وليزيد ابن معاوية ، وللقثم بن العباس ، ولعبد الله بن الزبير ، والصداق ما تحكمين به أنت بالغاً ما بلغ. فتبسمت ، فقال لها : لا تتبسمي ولي فيك رغبة ، فقالت له : أستشيرك والمستشار لا يخون ، فقال : أنا أشير عليك ، واعرض لك الحقيقة ، أمّا اذا أردت الدنيا بلا لآخرة فعليك بيزيد ابن معاوية ، وإن كنت تريدين الجمال والبهاء فعليك بالقثم ابن العباس ، وإن كنت تريدين الشجاعة والبسالة فعليك بابن الزبير إلّا أنّه بخيل ، وإن كنت تريدين شرف الدنيا والآخره فعليك بالحسين بن علي بن ابي طالب عليهالسلام ، وان كنت
__________________
(١) القُثَم ابن العباس بن عبد المطلب : ولد على عهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وليست له رواية عنه لأنّه كان صغيراً ، وكان من خواص امير المؤمنين عليهالسلام ، وكان عامله على مكّة ، وكتب إليه في بعض كتبه : «اقم للناس الحج ، وذكرهم بأيّام الله ، واجلس لهم العصرين ، فأفت المستفتي وعلّم الجاهل وذاكر العالم ... إلى اخر كلامه عليهالسلام» ومنها يُعرف جلالة قدره وعدالته وثقة أمير المؤمنين عليهالسلام به ، [انظر نهج البلاغة : ٣ : ١٤٠ / ٦٧]. وفي رجال الشيخ الطوسي؟ ٥٥ / ٧ ، وفيه : في بعض النسخ المعتبرة قبره بسمرقند ؛ وفي المعارف : ١٢٢ ، قال ابن قتيبة : قتل بسمرقند.