انقضت اقراؤها تزوجها عبدالله بن سلام ، وعاشا متحابين حتى قبضهما الله تعالى (١).
قال الراوي : ولمّا بلغ يزيد ابن معاوية صنع الحسين عليهالسلام عظم ذلك عليه ، وبقي قبله يغلي على الحسين عليهالسلام كالمرجل ، وكادت شضايا قالبه أن تخرج مع نفسه ، لذا لمّا هلك معاوية كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكان والياً على المدينة أن خذ من أهل المدينة البيعة لي عامة ، ومن الحسين خاصة ، وإن أبى فليكن جواب كتابي هذا مع رأس الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام.
ولمّا خاف الحسين عليه السام أن تهتك حرمة جدّه خرج من المدينة بأهله وعياله ، كما قال السيد جعفر رحمه الله :
خرج الحسين من المدينة خائفاً |
|
كخروج موسى خائفاً يتكتم |
أقول فلو كان الحسين خائفا من أحد للزم غير الجادة ، كما فعل ابن الزبير وأخوه فأنهما هربا على طريق الفرع ، والحسين عليهالسلام أشاروا عليه في ذلك وقالوا له : لو تنكبت الطريق كما فعل ابن الزبير لئلا يلحقك الطلب؟ فقال : لا والله ، لا افارق الطريق الأقوم حتى يقضي الله ما هو قاض.
ولكنّه إنّما خرج ليلاً خوفاً على حرمه لئلّا تقع عليهنّ عيون الأجانب ، لذا قال السيد جعفر :
خرج الحسين من المدينة خائفاً |
|
كخروج موسى خائفاً يتكتّم |
وقد انجلى عن مكّة وهو ابنها |
|
وبه تشرفت الحطيم وزمزم |
__________________
(١) انظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة : ١ / ٢١٦ ، وثمرات الأوراق في المحاضرات : ١ / ١٩٦.