أمّا ابن الزبير فإنّه هرب إلى مكة على طريق الفرع هو وأخوه جعفر ، وليس معهما ثالث ، وأرسل الوليد خلفه أحد وثمانين راكباً فلم يدركوه ، وخرج الحسين من المدينة الى مكة فسمع يزيد (لعنه الله) بذلك ، فغضب على الوليد لصنعه ، وعزله عن المدينة ، وولّاها عمر بن سعيد الاشدق ، فدخلها في شهر رمضان سنة ستين من الهجرة ، وأمّا الحسين فإنّه خرج من المدينة بفتيتة كما قال الشاعر :
في عصبة من هاشم علوية |
|
طهرت أرومتهم وطاب المولد |
ساروا ولو لا قضاء الله يمسكهم |
|
لم يتركوا لبني سفيان من أثر (١) |
__________________
(١)
(نصاري)
طلعوا آل هاشم عن وطنهم |
|
وظل خالي حرم جدّهم بعدهم |
ساروا ابليلهم وابعد ظعنهم |
|
ولن صوت العليلة ابگلب محتر |
دريضوا هنا يهلنه للعليلة |
|
يهلنه افراگكم مل ليش حيلة |
يهلنه بعدكم ما نام ليلة |
|
او عيني من بعدكم دوم تسهر |
يهلنه خلّوا خوية الطفل بالله |
|
يظل عندي وارحوا وداعة الله |
يهلنه من المرض گلبي تگلّة |
|
يهلنه خلّوا خوية الطفل وسدر |
بچن ويلي ونادنها دخلّيه |
|
اهلها وابحضن امّه درديّه |
طفل وفراگ اُمّه يصعب عليه |
|
ولا اُمّه على فرگاه تصر |
صاح يا حسين يا فاطم دردّي |
|
دردي للمدينة وطن جدي |
اودّي لچ على ابني او چبدي |
|
ولابد ما تجي يمچ امخبر |
(دكسن)
ردّت للمدينة وسار أبوها |
|
او ظلّت ترتقب عمها وابوها |
ظنّت فاطمة لنهم يجوها |
|
اخوها والبطل عمها المشكّر |
(تخميس)
مَن منشد عن صحب هُنا نزلوا |
|
مثل البدور بها الأنوار تشتعل |
من طيبةٍ طلعوا من كربلاء أفلوا
بالأمس كانوا معي واليوم رحلوا |
|
وخلّفوا في سويد القلب نيرانا |