(وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٥٩) وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٦٠) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (٦٢))
تفسير المفردات
المفاتح واحدها مفتح : (بفتح الميم) وهو المخزن : (وبكسرها) هو المفتاح الذي تفتح به الأقفال ، والبحر : كل مكان واسع حاو للكثير من الماء ، والبرّ : ما يقابله ، والتوفى : أخذ الشيء وافيا أي تاما كاملا ويقابله التوفية ، وهو إعطاء الشيء تاما كاملا ، ويقال وفاه حقه فتوفاه منه قال تعالى : «وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ» ويقال توفاه واستوفاه : أحصى عدده ثم أطلق التوفى على الموت ، لأن الأرواح تقبض وتؤخذ أخذا تاما ، وأطلق على النوم كما فى الآية وفى آية الزمر ، والجرح : يطلق على العمل والكسب بالجوارح وعلى التأثير الدامي من السلاح وما فى معناه كالبراثن والأظفار والأنياب من سباع الطير والوحش ، وتسمى الخيل والأنعام المنتجة جوارح أيضا ، لأن نتاجها كسبها ، والجرح كالكسب يطلق على الخير والشر ، والاجتراح فعل الشر خاصة فى قوله تعالى : «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ