اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠))
تفسير المفردات
أصل الخوض : الدخول فى الماء والمرور فيه سيرا أو سباحة ، ثم استعمل فى الاندفاع فى الحديث والاسترسال فيه ، والدخول فى الباطل مع أهله ، وقد استعمله القرآن بهذين المعنيين ، وأعرض عنهم. انصرف عنهم بدلا من القعود معهم والإقبال عليهم بوجهك ، والذكرى الأولى بمعنى التذكر ، والثانية بمعنى التذكير ، والبسل : حبس الشيء ومنعه بالقهر ، ومنه شجاع باسل ، أي مانع لما يريد حفظه أن ينال وفسر هنا بالحبس فى النار ، وبالحرمان من الثواب وبالفضيحة ، وتعدل : تفد والعدل : الفداء ، والحميم : الشديد الحرارة وأليم : شديد الألم.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فى الآيات السابقة تكذيب قريش بالقرآن ، وكون الرسول مبلّغا لا خالقا للإيمان ، وأحالهم فى ظهور صدق أنبائه وأخباره على الزمان.
بين فى هذه الآيات السبيل فى معاملة من يخوض فى آيات الله بالباطل ، ومن يتخذ دين الله هزوا ولعبا من الكفار الذين لم يجيبوا الدعوة.
روى عن سعيد بن جبير وابن جريج وقتادة ومقاتل والسدى أن هذه الآية نزلت فى المشركين المكذبين الذين كانوا يستهزئون بالقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم. وروى عن ابن عباس وأبي جعفر ومحمد بن سيرين أنها نزلت فى أهل الأهواء والبدع من المسلمين الذين يؤولون الآيات بالباطل لتأييد ما استحدثوا من المذاهب والآراء وتفنيد أقوال خصومهم بالجدل والمراء.