فيجزئ فى مصر القميص الطويل الذي يسمى (بالجلابية) مع السراويل أو بدونه ، وهذا يساوى الإزار والرداء أو العباءة فى العصر الأول ، ولا يجزئ ما يوضع على الرأس من طربوش أو عمامة ، ولا ما يلبس فى الرجلين من الأحذية والجوارب ولا نحو منديل أو منشفة.
(٣) تحرير رقبة أي إعتاق رقيق ، وغلب استعمال الرقبة فى المملوك والأسير ، وقد يعبر أحيانا عن ذلك بفك الرقبة كقوله تعالى : «فَكُّ رَقَبَةٍ» ولا يشترط أن تكون الرقبة مؤمنة فيجزئ عتق الكافرة عند أبى حنيفة ، واشترط الشافعي ومالك وأحمد إيمانها.
(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ) أي فمن لم يستطع واحدا من الثلاثة المتقدمة فعليه أن يصوم ثلاثة أيام متتابعات ، فإن عجز عن ذلك لمرض ، صام عند القدرة ، فإن لم يقدر يرجى له عفو الله ورحمته إذا صحت نيته وصدقت عزيمته.
والاستطاعة أن يجد ذلك القدر فاضلا عن قوته وقوت عياله يومه وليلته وعن كسوته بقدر ما يطعم أو يكسو ، وقد روى ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت آية الكفارة قال حذيفة يا رسول الله نحن بالخيار فقال صلى الله عليه وسلم «أنت بالخيار إن شئت أعتقت وإن شئت كسوت ، وإن شئت أطعمت ، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعات»
(ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ) با لله أو بأحد أسمائه وحنثتم ، أو أردتم الحنث باليمين.
(وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ) فلا تبذلوها فى أتفه الأمور وأحقرها ، ولا تكثروا من الأيمان الصادقة فضلا عن الأيمان الكاذبة قال تعالى : «وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ» وإذا حلفتم فلا تنسوا ما حلفتم عليه ولا تحنثوا فيه إلا لضرورة تعرض ، أو مصلحة تجعل الحنث رابحا.
(كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أي وعلى هذا النحو الشافي الوافي يبين الله لكم أعلام شريعته وأحكام دينه ، ليعدّكم ويؤهّلكم بذلك