يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (٢٧))
تفسير المفردات
الريش : لباس الحاجة والزينة ، ولباس التقوى : ما يلبس من الدروع والجواش والمغافر وغيرها مما يتّقى به فى الحرب ، والفتنة : الابتلاء والاختبار ، من قولهم : فتن الصائغ الذهب أو الفضة إذا عرضهما على النار ليعرف الزّيف من النّضار ، والقبيل : الجماعة كالقبيلة ، وقيل القبيلة : من كان لهم أب واحد ، والقبيل أعم.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر أنه أمر سبحانه آدم وحواء بالهبوط إلى الأرض وجعل الأرض مستقر لهما ، وذكر أن الشيطان عدو لهما ـ ذكر هنا أنه أنزل له ولبنيه كل ما يحتاجون إليه فى دينهم ودنياهم كاللباس الذي يسترون به عوراتهم ويتخذونه للزينة ، واللباس الذي يستعملون فى الحرب كالمغافر والجواشن ونحوها فعليكم أن تشكروه تعالى على هذه المنن العظام ، وتعبدوه وحده لا شريك له.
الإيضاح
(يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً) نادى الله بنى آدم وامتن عليهم بما أنعم عليهم من اللباس على اختلاف درجاته وتعدد أنواعه ، من الأدنى الذي يستر العورة عن أعين الناس إلى الأعلى من أنواع الحلل التي تشبه ريش الطير فى وقاية البدن من الحر والبرد ، إلى ما فيها من الزينة والجمال.